في جو ثقافي وفني، وبحضور محمد الطريس رئيس جمعية تطاون أسمير وعدد من الفعاليات الثقافية والفنية والسياسية والمدنية و الحقوقية، ألقى الخطاط الكبير أحمد الصديقي، في إطار فعاليات لقاء تطوان” الأبواب السبعة” التي تمتد من 9 إلى 18 أكتوبر الجاري، والذي تنظمه كل سنة جمعية تطاون أسمير، مساء يوم الأربعاء 15 أكتوبر الجاري بقاعة دار الثقافة، محاضرة بديعة عن تاريخ الخط العربي وراهنيته. وذكر الصديقي أن هوسه بالخط كان منذ فترة الطفولة في الكتاب والمدرسة الابتدائية والثانوية، كما أنه تعلم على يد أساتذة كبار في الخط، من بينهم الخطاط الذائع الصيت محمد البهاوي السوسي، الذي نسخ أول مصحف ملكي بالخط المغربي سنة 1969، كما تحدث بإسهاب عن تجربته الفنية الفريدة التي حاز من خلالها على العديد من الجوائز ، منها، جائزة إسطنبول بتركيا و أخرى بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى أنه- كما يقول- عرف عنه إحداث خطين خاصين به سماهما الخط التطواني، وخط الحاج حسن الصديقي، والده المقاوم، حيث طالب غير ما مرة باعتمادهما ضمن باقي الخطوط العربية المتعارف عليها عالميا.
وقدم أحمد الصديقي أنواعا للخط العربي والمغربي، ومفاهيميته، إضافة إلى تاريخ الخط من العصر الجاهلي إلى الآن، مركزا في الوقت عينه على أن الخط العربي يمزج بين العلم والفن والفلسفة.
وفي تصريح خص به ” شمال بوست”، قال أحمد الصديقي إنه يساوره إحساس بالاعتزاز والرفعة على إثر النجاح الذي عرفتهما المحاضرة والمعرض الفني للخطوط العربية والمغربية التاريخي، الذي جاء في لقاء “تطوان الأبواب السبعة”، شاكرا ومقدرا من صميم القلب كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التظاهرة الوطنية الكبرى الفعالة جدا.
وإلى جانب المحاضرة، كان جمهور غفير تعرف على معرض الصديقي خارج القاعة الذي اشتمل على مجموعة من اللوحات الخطية والفنية تبرز بكثافة خطوط لآيات قرآنية، وأحاديث نبوية وأقوال مأثورة وحكم، وكلمات جبرانية ( نسبة إلى جبران خليل حبران رفيق درب الصديقي)، إضافة إلى لوحات أخرى استعمل فيها الخطاط الكبير خطوطا معروفة كالرقعة، والنسخ، الثلث، والديواني، والكوفي والفارسي، والريحاني وغيرها.
وكان باحثون إسبان وأمريكيين قاموا بزيارة المعرض واستحسنوا هذا العمل الفني البديع الذي قام به الصديقي.
639