يواصل والي جهة طنجة تطوان “محمد اليعقوبي” ورئيس الجماعة الحضرية لتطوان “محمد ادعمار” المنتمي لحزب العدالة والتنمية تغاضيهم عن تغيير أعمدة الانارة العمومية التي قامت مصلحتهما بنصبها في شارع عشرة ماي وشارع الوحدة في قلب تطوان، وهي أعمدة تحمل رموزا دينية مسيحية وتخلد لأحداث تاريخية إسبانية.
وكانت ولاية تطوان بالتنسيق مع الجماعة الحضرية قد تولت ترصيف بعض شوارع مدينة تطوان خلال سنة 2012 ومنها شارع عشرة ماي وشارع الوحدة والمثير أن الولاية نصبت أعمدة تعود الى فترة قديمة للغاية في اسبانيا بها رمز للصليب ثم اسم فيرناندو السابع في العمود إضافة الى سنة 1832، وهو التاريخ الذي يرمز الى إلغاء هذا الملك مرسوما حول ولاية العرش وعاد في السنة نفسها لتبني القرار نفسه.
وحسب المعطيات التاريخية التي سبق ان نشرتها “الف بوست” أول مرة وتعيد نشرها “شمال بوست” فقد تم سنة 1832 الغاء مرسوم “بركماتيكا” المصادق عليه سنة 1830 والذي نص على إمكانية تولي المرأة العرش في حالة عدم وجود نسل من الذكور، وتعرض الملك عندما كان مريضا لضغط قوي من حاشيته والكنيسة ووقع سنة 1832 على إلغاء المرسوم وأصبح العرش من نصيب شقيقه الأصغر “كارلوس ماريا إسيدورو دي بوربون” الذي كان يحظى بدعم الكنيسة، لكن يوم 31 ديسمبر1832 أعاد العمل بالمرسوم وأصبحت ابنته “إيزابيلا الثانية” ولية للعهد بدل شقيقه الذي أقصي من ولاية العرش متسببا في حرب أهلية طاحنة دامت سنوات تعرف باسم “الحروب الكارلوسية”.
وبعد وفاة الملك فيرناندو السابع سنة 1833 حمل أنصار شقيقه السلاح في حرب أهلية امتدت سبع سنوات وانتهت بانتصار أنصار إزيابيلا، وهذه الملكة التي ستعرف لاحقا ب “إزابيلا الثانية” نسبة الى “إزابيلا الأولى” التي طردت المسلمين من غرناطة سنة 1492، أما إزابيلا الثانية فقد اكتسبت هذا اللقب بعدما شنت حربا ضد المغرب سنة 1860 وهي الحرب التي تعرف ب”حرب تطوان” وكذلك “حرب إفريقيا”.
ورغم طبيعة ما ترمز له الشعارات الموجودة على هذه الاعمدة، ورغم أن المجتمع المدني طالب في مناسبات عديدة ضرورة تغيير هذه الأعمدة او ازالت تلك الرموز منها، الا ان مسؤولي الجماعة الحضرية وولاية تطوان لا يعيرون الامر اهتماما.
من جانب آخر يجهل كيف تم اقتناء هذه الاعمدة ولماذا لم يتم عرضها على خبراء في تاريخ المدينة للبث فيها بحكم أن المدن تنشر وتنصب أعمدة وتقيم تذكارات تتماشى وتاريخها وليس تمجيد تاريخ دول أخرى.
ويضطر المواطنون في تطوان وزوارها الى المرور يوميا أمام عشرات الأعمدة الكهربائية التي تضم الصليب وتخلد لقرار ساهم في وصول إيزابيلا الثانية الى السلطة وهي التي ستشن حرب تطوان ضد المغرب والتي تعتبر الحرب التي ساهمت في انهيار حقيقي للبلاد ومهدت للحماية.
وعمل المغرب منذ الاستقلال على الإلغاء التدريجي للرموز المسيحية وتلك المتعلقة بدولتي الاستعمار فرنسا واسبانيا مثل أسماء الشوارع والساحات العمومية، ومن ضمن الأمثلة في مدينة تطوان، فقد جرى تغيير اسم ساحة “بريمو دي ريفييرا” الذي كان قد أمر باستعمال الغازات السامة ضد شمال المغرب في أواسط العشرينات، باسم ساحة مولاي المهدي، وبعد مرور قرابة ستة عقود على الاستقلال، تأتي بلدية وولاية تطوان في إطار تجديد مظهر وسط المدينة وتقومان بالموافقة على نصب أعمدة مثيرة للجدل في أهم شوارع المدينة وهو شارع 10 ماي وشارع الوحدة، حيث تتضمن هذه الأعمدة رمز الصليب مذّهبا فوق التاج الإسباني واسم الملك “فيرناندو السابع” وكذلك حدثا تاريخيا يرمز إليه بسنة 1832.
ويذكر أن معظم مدن اسبانيا قامت بإلغاء هذه الأعمدة من ساحات وشوارع مدنها، لكنها وجدت من يقتني بعضها كخردة لنصبها في مدينة تطوان.
انها اشياء تاريخية يا اخي تأرخ لايام العز ايام كانة تطوان متلها متل اي مدينة ايسبانية على مستوى النظافة والامن ورقي الانسان هده الاعمدة التي تنادي بازالتها هيى تدكار جميل يدكرنا بالايام الجميلة لمادا انتم تريدون ازالة كل ما هوا جميل وتتركون كل ما هوا قبيح