بات فيلم “لهيب الحرب” الذى أنتجه تنظيم “داعش” مؤخرا، حديث مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تم نشره وحذفه أكثر من مرة على شبكة الانترنت، في ظل إنبهار كثيرين بمدى جودة تقنيته التي تستوحي تقنيات الأفلام الأمريكية في هوليوود، بحسب مخرجين.
ويكشف “لهيب الحرب” جانبا من القدرات العسكرية لمقاتلي تنظيم “داعش” في عمليات التصوير، والإخراج الفني، ومدى الأجهزة التقنية المستخدمة في التصوير، ليصل إلى عمل أشبه بكثير بمشاهد الأكشن في السينما الأمريكية.
المخرج السوري محمد بايزيد يرى أن الفيلم “مصنوع باحترافية عالية”، مضيفا: “لن أقول أنه (الفيلم) بمستوى هوليوودي (نسبة إلى مدينة هوليوود المعروفة بالإنتاج الفني والسينمائي بأمريكا)، لكن حتماً من قام بكتابة النص والمونتاج والتصوير لا يقوم بذلك لأول مرة بل هو محترف على الأغلب”.
وفي تصريحات لوكالة الأناضول، قال: “دقة الفيلم (Full HD) (تقنية عالية الجودة لعرض الصورة) وعمليات المونتاج والغرافيكس والتصحيح اللوني كلها أضافت للفيلم مظهر وثائقي احترافي”.
وتابع: “اتضح ذلك من طريقة بناء النص، وتقسيمه، وترتيبه، ومحاولة تقديم تشويق وتوريط المشاهد عاطفياً عبر استخدام مشاهد الناس البسطاء، وهي تعانق عناصر داعش، فضلا عن استدعاء الآيات القرآنية والأحاديث النبوية للحديث عن البعد الديني، فضلا عن تسويق انتصاراتها”.
واعتبر أن صناع الفيلم “أرادوا توصيل رسالة أن حركتهم عالمية، باعتماد اللغة الانجليزية كلغة أساسية للفيلم، واختيار مقاتل من داعش ينطق بلهجة أمريكية صحيحة وسليمة، فضلا عن إظهار العديد من مقاتلي داعش الغربيين (أوربا وأمريكا).
أما المخرج المصري عماد الدين السيد، فقال إن الفيلم “ينتمي لنوعية أفلام (سبايدر مان) و(كابتن أمريكا)؛ والتي تقوم على قصة مشوقة باستخدام المونتاج والغرافيكس والموسيقى التصويرية، ووجود أبطال خارقون رائعي الصفات، يحاربون أشراراً يسيل اللعاب من أشداقهم”.
وفي تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أضاف:”هذه القصص تبقيك مشدوداً أمامها لكنك تعلم أنها نفس القصة التي تكررت ملايين المرات من قبل عن البطل الخارق الصادق الرائع الذي يحارب الشرير الخائن، ورغم اقتناعك أنها لا تمت للواقع بصلة”.
وتابع:”هو فيلم دعائي احتاج إلى مخرج جيد ليصبغ أبطاله بالأبيض فلا ترى فيهم إلا الخير، ويصبغ أعداءهم بالأسود فلا ترى فيهم إلا الشر، كأفلام أمريكا التي تصنع فيها هالة خارقة حول نفسها”.
وفيلم “لهيب الحرب” تدور أحداثه في 55 دقيقة، تضمن سردًا تاريخيًا لبدء الولايات المتحدة الأمريكية إعلان الحرب على العراق من خلال كلمة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، قبل أن ينتقل إلى بداية إعلان الرئيس الحالي باراك أوباما، إعلان مجددًا عن الحرب على “داعش”.
ووصف المعلق أن كل أحاديث أوباما وبوش عن الحرب على الإرهاب بـ”الكاذبة” لأنهم يحاربون الإسلام، على حد تعبيره.
ويوثق الفيلم مشاهد تكشف لأول مرة العديد من المعارك التي خاضعها التنظيم خلال الأشهر الماضية على جبهات عدة، حيث يقاتل ضد النظام السوري، والنظام العراقي، ويقاتل الجيش الحر، وجبهة النصرة، وأطياف قتالية أخرى ذات طبيعة مسلحة.
كما أظهر الفيلم مشاهد قتالية ابتداء من معارك السيطرة على مطار منغ (شمالي سوريا)، مرورا بأحداث الموصل والسيطرة على مقر “الفرقة 17” في الرقة بسوريا والمعارك التي خاضها مع قوات البشمركة الكردية.
كما تضمن الفيلم مشاهد ظهر فيها رجل ملثم يعتقد أنه المنفذ لعمليات الإعدام الأخيرة للصحفيين الأمريكيين وعامل الإغاثة البريطاني، والذي تحدث باللغة الإنجليزية ضمن أحداث الفيلم عن أسرى من جنود النظام السوري يحفرون قبورهم بأيديهم ليتم قتلهم رميا بالرصاص على حافة القبور التي حفروها.
http://www.youtube.com/watch?v=BapSqtHn81w