كشفت وكالة “وطن” الفلسطينية للأنباء عن فشل محاولة اغتيال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح، لمحاولة اغتيال في بيروت بلبنان.
وبحسب الوكالة التي نقلت الأنباء عن مصدر بالحركة فإنه “كانت هناك محاولة اغتيال تدبر في بيروت ضد الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان عبد الله شلح ، تم التعامل معها”، دون أن يوضح ذلك المصدر طبيعة ما جرى.
وأكدت الوكالة حصولها على معلومات تفصيلية عن محاولة الاغتيال وهو كما يلي:
“الملف أمني بامتياز ويتم متابعته مع الأجهزة الأمنية المختصة” بهذه الكلمات المختصرة أجاب مصدر قيادي من حركة الجهاد الاسلامي في لبنان بعد الاتصال به للاستيضاح عن خبر تعرض صحافية مغربية للتحرش الجنسي من قبل نائب الامين العام للحركة زياد نخالة قبل ان يكشف لنا القصة الكاملة ، محاولة اغتيال الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي الدكتور رمضان عبد الله.
القصة ظهرت الى العلن في تقرير نشره موقع “ليبانون ديبايت” تحت عنوان “هذا ما حصل في غرفة 530 في الكورال بيتش بين الصحافية وسيدنا الشيخ ” ، طبعا العنوان كما المضمون لا يخلو من الايحاءات الجنسية التي افقدته الكثير من جديته ، لكن ارتباط التقرير بالرجل الثاني في حركة الجهاد واحد رموز المقاومة الفلسطينية والانتصار الاخير ، امر يجبرنا على التوقف عنده مليا والبحث عن حقيقة ما جرى .
رواية الجهاد الاسلامي
قيادي رفيع في حركة الجهاد الاسلامي في لبنان طلب عدم الكشف عن اسمه ،قال للوكالة ان “الملف امني بامتياز وليس له علاقة بالعمل الصحفي” ، لكنه واصل شارحاً ما حصل منذ البداية : ” اتصلت الصحافية تحت اسم امل علوي بالقيادي في الحركة في قطاع غزة خالد البطش ،اخبرته انها داعمة للمقاومة ومقربة من العائلة الحاكمة في المغرب وتعمل رئيس تحرير صحيفة الامل العربي وترغب باجراء لقاء مع الامين العام للحركة الدكتور رمضان عبد الله” فما كان من البطش الا ان اوصلها بزياد نخالة نائب الامين العام للحركة .
وبحسب ماذكره القيادي في الجهاد فإنه تم الاتفاق مع نخالة على ان تأتي الى لبنان وتجري لقاءا مع الامين العام لحركة الجهاد الدكتور رمضان عبد الله ،لكن الحركة عاودت الاتصال بها وهي لا تزال في قبرص واخبرتها بالغاء المقابلة “لدواعي خاصة” لكنها اصرت على انها ستأتي الى بيروت على أي حال .
موعد وصولها كان صباح يوم الجمعة 12-9-2014، يفيد المصدر ان الحركة قررت ايفاد القيادي نخالة لاستقبالها بالمطار كونها اخبرتهم انهم مقربة من العائلة المالكة في المغرب، وبالتالي قد يكون برفقتها وفد من الديوان الملكي او تحمل دعما للمقاومة وايضا كنوع من التكريم لها .
لم ينفي القيادي في الجهاد الاسلامي ان ابو طارق نخالة قام بايصالها الى الفندق وقد اكدت مصادر اخرى انه صعد الى غرفتها بعدما اتصلت به وطلبت الحديث اليه بموضوع هام جدا ، وقد صعد مرافقوه معه الى الاعلى و”عندما دخل واحس ان شيئا ما يحضر خرج مباشرة بعد اقل من دقيقة” .
هنا احست امل علوي ان امرها انكشف “وحاولت تنفيذ خطة بديلة كي لا تعود فارغة اليدين ففبركت قصة الاعتداء عليها ” يتابع المصدر القيادي في الجهاد روايته للحادثة “في اليوم الثاني اتصلت بالقيادي في الحركة في غزة خالد البطش من هاتف الاستقبال في الفندق وبدأت كلامها بلومه وتحميله المسؤولية عن الغاء المقابلة مع الدكتور عبد الله قبل ان تخبره بروايتها وتحاول ابتزازه مهددة بتقديم شكوى قضائية” وهذا ما كان .
في هذا الوقت كان جهاز الامن في حركة الجهاد يواصل جمع المعلومات عنها وتحليلها قبل ان تختفي يوم الاحد وتغادر الاراضي اللبنانية الى جهة مجهولة قد تكون قبرص، والحركة اليوم تتعامل مع الموضوع على انها “عميلة تابعة للموساد الاسرائيلي او جهاز استخبارات عربي او غربي مدفوعة من قبله لاغتيال الامين العام للحركة الدكتور رمضان عبد الله او نائبه زياد نخالة ” .
المصدر القيادي ختم كلامه بالقول “هي انتحلت صفة صحافية واسم مستعار ولا شيء يؤكد جنسيتها المغربية سوى لهجتها ونحن سنتابع البحث عنها بالتعاون مع كافة الجهات المعنية والمختصة” .
بحثا عن أمل في الفضاء العنكبوتي
تدّعي امل احمد (كما ورد اسمها في تقرير ليبنانون ديبايت) انها رئيس تحرير مجلة الأمل العربي التي تصدر في قبرص وانها تحمل الجنسية المغربية ومقربة من العائلة الحاكمة ولها مكانتها في الديوان الملكي المغربي وتناصر القضية الفلسطينية وتعتزم تقديم الدعم للمقاومة في غزة .
حاولنا التأكد من هذه المعلومات عبر الانترنت، بعد البحث المعمق على محركات البحث عن مجلة الأمل العربي لم نصل الا الى موقع متخصص بالبحث عن وظائف تظهر فيه امل هذه المرة تحت اسم “امل بوسعد” وتعرف عن نفسها بانها صحافية ترأس مجلة الامل العربي وتقيم في قبرص وتبحث عن وظيفة في المغرب .
هنا نتوقف لحظة ، فنحن امام صحافية تحمل ثلاث اسماء : امل احمد (في القضاء) وامل علوي (كما عرّفت للجهاد الاسلامي) وامل بوسعد (على الانترنت) ، فما الذي يدفعها الى حمل الاسماء هذه ؟
تساؤلات لا بد منها
امام هذه المعلومات كلها سواء التي كشفتها مصادر حركة الجهاد الاسلامي والتي حصلنا عليها من الانترنت لابد من طرح عدد من التساؤلات، فان كانت امل احمد مغربية فعلا ومقربة من العائلة المالكة لماذا لم تتوجه الى السفارة المغربية كونها احدى رعاياها وهي الجهة المسؤولة فعليا عن متابعة هكذا ملف مع الاجهزة الامنية والقضائية اللبنانية ؟ بل قبل ذلك كيف لصحافية تبحث عن عمل ان تتحمل تكاليف السفر وتأتي الى بيروت ؟ بل كيف تأتي يوم الجمعة وتنتهي تأشيرتها بعد يومين ؟ فهل هذا سبب مغادرتها حقا اما انها هربت بعد انكشاف امرها ؟