تسبب الحزم والانضباط في تطبيق القانون الذي تعاملت به قائدة بمدينة المضيق ضد الفوضى التي يحدثها الباعة المتجولون بشوارع المدينة، في تواطؤ لوبي المنتخبين الجماعيين من أجل الضغط على عمالة المضيق الفنيدق لإبعادها، خاصة بعدما اكتسبت شهرة وتعاطفا شعبيا كبيرا نادرا ما يكتسبه رجل سلطة بالمغرب.
وكانت الحملات التي ترأستها قائدة المقاطعة الاولى بالمضيق “سارة العروبي” لتحرير الملك العمومي وأرصفة شوارع المضيق قد أثارت ارتياحا كبيرا لدى المواطنين، كما امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك بالتعليقات المؤيدة للحملات التي تقوم بها، ففي تعليق بالفايسبوك قالت إحدى الناشطات “كثر الله من أمثال هذه القائدة التي طبقت القانون بتحرير الملك العمومي وأرصفة الراجلين من جشع أصحاب الدكاكين التجارية الذين يستغلون الرصيف والملك العمومي” فيما علق متابع آخر قائلا “احييك.. لكن اخاف عليك”.
وحاول العديد من الباعة المتجولين اليوم الخميس 4 سبتمبر 2014 تنظيم مسيرة للاحتجاج على تطبيق القانون، لكنهم فشلوا في ذلك نظرا للنفور الذي لاقوه من المواطنين، الذين اعتبروا محاولات الاحتجاج لعبة مكشوفة لبعض المنتخبين الجماعيين الذين يدعمون الباعة الجائلين والتجار الغير الملتزمين بالقانون، باعتبارهم خزانا انتخابيا سيلجؤون إليه في حملاتهم الانتخابية.
وكانت مدينة المضيق قد تحولت مؤخرا الى سوق عشوائي ضخم، حيث غابت الطرقات والأرصفة والساحات تحت السلع التي يعرضها المئات من الباعة الجائلين الذين توافدوا على المدينة من مختلف جهات المملكة.
من جانب آخر كانت مجموعة من الجمعيات بالمضيق إضافة الى بعض النشطاء قد شرعوا في التعبئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تنظيم أشكال نضالية لتحرير الملك العمومي من احتلال التجار والباعة الجائلين، غير أن التدخل الايجابي للقائدة جاء في الوقت المناسب ليستجيب لمطلب ساكنة المضيق ومجتمعها المدني.