Web Analytics
أخبار الشمال

مقاتل قصراوي في صفوف ” جبهة النصرة ” يلقى مصرعه على يد الجيش السوري

لقي شاب مغربي، منحدر من مدينة القصر الكبير، مصرعه في جبهات القتال السورية إلى جانب “جبهة النصرة لأهل الشام” ضد نظام الرئيس بشار الأسد.. فيما لا زال شاب قصري أخر يقاتل ضمن نفس الخلية بعدما استقطبت الحرب السورية، منذ انطلاقتها، المئات من المغاربة الذين يشاكون في أشرس حروب المنطقة، ومن بينهم ما يقدر بأربع شباب ينحدرون من مدينة القصر الكبير ونواحيها .

الشاب القتيل “إسماعيل” هو من مواليد يوليوز 1987، نشأ و ترعرع بـ”حي الفرفارة” بالقصر الكبير قبل أن تنتقل أسرته إلى منطقة اولاد احميد، انقطع عن الدراسة في المستوى الثالثة إعدادي، حيث بدأ بممارسة أنشطة تجارية بسيطة عبر افتراش السلع على أرصفة المدينة ثم انتقل إلى جلبها من مدينة الدار البيضاء و إعادة بيعها بكل من القصر الكبير و العرائش، و قد كان كثير التجول الشي الذي جعل أسرته تعتاد على غيابه المتكرر من المنزل.

إسماعيل والفردوس

قرر اسماعيل الاستقرار أكثر بمدينة العرائش مخبرا أسرته أنها توفر له دخل مادي تجاري أكثر من القصر الكبير خاصة في فصل الصيف و بها بدأت تبرز ميولاته الدينية ليقرر سنة 2010 ترك العمل التجاري بصفة نهائية ويتفرغ إلى حفظ القرآن متنقلا بين عدة قرى و مداشر إقليم العرائش متتلمذا على يد مجموعة من شيوخ المنطقة.

أسرة اسماعيل أكدت لهسبريس أن ابنها قام بزيارة صلة الرحم لكافة أفراد عائلته المقيمة بمدينة القصر الكبير و المداشر المجاورة له و كذا بمدينة طنجة، دون الافصاح عن نيته في الهجرة “للجهاد” قبل أن يغادر التراب الوطني من طنجة إلى تركيا و منها سيلج إلى سوريا في شهر ماي 2013 ملتحقا بصفوف جبهة نصرة أهل الشام تحت قيادة أبو محمد الجولاني.

تعرف على مقاتل قصري آخر

طيلة مكوث اسماعيل في سوريا، البالغة 14 شهرا، ظل متنقلا ما بين حمص و حلب، حيث التحق به شاب قصري أخر ” م,ع” من مواليد 1985 و منحدر من حي دوار الحلوفي وهو مقاتل سابق في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام “داعش” قبل أن ينشق عليها رفقة كتيبة من المقاتلين يقدر عددهم ب 300 مقاتل و يلتحقوا بصفوف جبهة النصرة بحمص في يناير 2014.

التعارف الذي حصل بين المقاتلين القصريين خلق جسر تواصل جديد بين “م.ع” و أسرته بالقصر الكبير بعد أن انقطعت أخباره لمدة طويلة وذلك بفضل شبكة التواصل الاجتماعي التي مكنه منها إسماعيل والتي كانت وسيلتهما للبقاء على تواصل مع ذويهما.

الوداع

أصرت أم إسماعيل، من خلال حديثها مع إبنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على مناجاته قصد العودة إلى المغرب و إلى أحضانها، لكن كان جوابه الأخير “لقاؤنا في الجنة يا أمي”، حيث كانت وجهته الذهاب في مهمة قتالية أخيرة في ريف اللاذقية حين سيطرت جبهة النصرة على عدة مواقع قبل أن يتدخل الجيش العربي السوري بقصف المنطقة ليسقط اسماعيل قتيلا رفقة العديد من مقاتلي كتيبته.

الخبر المحزن

ليلة الأحد 20 يوليوز دق باب المنزل شابان من أبناء المدينة ليخبرا أب اسماعيل بنبأ مقتل ابنه قبل أن يجريا مكالمة هاتفية مع جهة مجهولة، ظن الأب أنها من سوريا، تؤكد خبر الوفاة، ليتوجه الأب المكلوم صبيحة يوم غد لإشعار السلطات المحلية بخبر مقتل ابنه كما سبق له أن أشعرهم سابقا بذهابه إلى سوريا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى