تعتبر مدينة شفشاون أو (الشاون) كما يحلو للشماليين تسميتها من بين المدن المغربية الجميلة وجوهرة الشمال المغربي الساحرة بطبيعتها وتاريخها وتتميز ببناياتها القديمة ودروبها الضيقة ذات الطلاء الشاعري.
وقال الاكاديمي المغربي الدكتور مصطفى أوعشي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن كلمة (الشاون) أمازيغية ومعناها (قرن) موضحا أن التسمية أخذت لموقع المدينة حيث تقع في سفح جبلين بسلسة جبال الريف أكبر قمتيهما تشبه قرن (ماعز).
وأضاف أوعشي أن الروايات تتعدد بخصوص التسمية فتقول رواية أخرى إن التسمية جاءت من (أنظر الشاون) أي (شوف شاون) فجاءت تسمية المدينة (شفشاون). وأكد أن المدينة تم تأسيسها سنة 876 هجرية على يد مولاي علي بن رشيد وتعد مدينة تطوان أقرب مدينة لها (60 كيلومترا شمالا) وتوجد على ضفاف البحر المتوسط.
من جهته اعتبر محمد شراكي أحد المهتمين بالدراسات الأثرية لـ(كونا) أن أغلب سكان المدينة والمناطق المجاورة لها يتحدرون من أصل بربري فضلا عن العرب الفاتحين والنازحين من الأندلس. وقال إن المنطقة شهدت هجرات مختلفة في عهد الفينيقيين والرومان والقرطاجيين والوندال حيث مازالت آثار قديمة تحكي تاريخهم العريق كالقنطرة الرومانية ومسجد طارق بن زياد بمنطقة تدعى (الشرافات).
ويحافظ أهالي المدينة على الكثير من العادات والتقاليد والطقوس يحيونها في حفلات الأعراس والمواسم الدينية والمهرجانات المتعددة. وتشتهر المدينة بمهرجانات سنوية عدة كمهرجان (المديح والسماح) و(الأندلسيات) الذي تنظمه وزارة الثقافة.
وتتوافر المدينة على الكثير من الرموز التاريخية التي تفتخر بها المملكة ومن بينها القصبة الأثرية التي احتضنت فعاليات المهرجان الثقافي والإعلامي الكويتي الذي اختتم السبت الماضي. وتضم القصبة رواقا للمعارض وصهاريج قديمة وبرجا تاريخيا يصعد إليه السياح فتبدو المدينة من الأعلى كلوحة تشكيلية مفعمة بالبياض.
كما تضم القصبة متحفا فنيا ومركزا للدراسات والبحوث الأندلسية الذي يقدم الصور الحية العريقة التي تخص أزياء المرأة القديمة وحليّها وملامح عن الصناعة التقليدية.
ويعتبر فضاء (وطاء الحمام) نسبة إلى الكثير من أسراب الحمام التي تأوي إلى هذا الفضاء التاريخي رمز المدينة الأول الذي يتوسطها حيث شكّل على الطراز المعماري الأندلسي الأصيل. وفي هذا المكان توجد الكثير من المقاهي والمطاعم الشعبية والمحلات التجارية التي تقدم للسياح الهدايا ذات الصنع المحلي.
ويعد (رأس الماء) من أجمل الفضاءات الطبيعية التي يقصدها السياح لوجوده على شلالات شاعرية وأشجار ظليلة وأسراب طيور برية وصخور بلورية تأسر القلوب بجمالها.