ينتهي فيلم ” مانديلا: طريق طويل إلى الحرية” بهذه العبارة الرائعة لنيلسون مانديلا: ” لقد مشيت طريقا طويلا إلى الحرية، لقد كان طريقا طويلا، لكنه لم ينتهي. أعلم أن بلادي لم تخلق أرضا للكراهية ولا أحد ولد يكره غيره بسبب لونه. الناس تتعلم الكراهية، يمكن تعليمهم الحب كي يأتي الحب بشكل طبيعي أكثر في قلوب البشر”.
وقد عرض هذا الفيلم، الذي هو عبارة عن سيرة ذاتية – بريطاني جنوب إفريقي-، والذي أخرجه جاستين تشادويك، وسيناريو وليام نيكلسون الذي اعتمد على السيرة الذاتية لنيلسون مانديلا محتفظا بالعنوان الأصلي لها، لأول مرة في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في 7 سبتمبر 2013، وهو يحكي سيرة نيلسون مانديلا، بدءا من نشأته إلى وصوله لرئاسة جنوب إفريقيا، مرورا بالتعليم والوظيفة وسنوات التمرد على النظام العنصري في جنوب إفريقيا، واعتقاله وسجنه لمدة 27 سنة في معتقل جزيرة روبن آيلاند ثم في ” بولسمور”، وفيكتور فيرستر. وتبرز مشاهد الفيلم علاقة مانديلا، الذي قام بدوره الممثل المتميز إدريس إلبا، الذي أدى هذا الدور بروعة وإتقان، بزوجته الأولى التي انفصل عنها وكان له معها ولد سيموت في حادثة سير، وعلاقته بأمه التي كانت تخاف عليه من التمادي في تمرده، والتي ستموت ويمنع من طرف النظام في حضور جنازتها، إضافة إلى زواجه بويني ماديكيزيلا مانديلا ( قامت بهذا الدور بشكل متميز وقوي الممثل ناعومي هاريس)، والتي ستعاني هي الأخرى من بطش النظام العنصري وستسجن وتعذب،والتي تبين مشاهد الفيلم صلابتها، وعزمها الأكيد على الاستمرار في القتال إلى النهاية، كما تبين أيضا انفصالها عن مانديلا.
وعلى مدى مشاهدتي لهذا الفيلم، الذي تمكنت من العثور عليه أخيرا عند أحد الباعة ” المتجولين” بالمدينة، فإنه يبرز في مشاهده صيرورة قتال الشعب الجنوب إفربقي، الذي يؤمن بقضيته العادلة ويثق في زعيمه من أجل الوصول إلى الحرية عبر طريق طويل مليء بالمكابد والمقاومة والنزوع إلى السلام.
إنه، بوجه الإجمال، فيلم ينتصر لفكرة الحق والعدل والحرية معتبرا أن طريق الوصول إلى ذلك ليس سهلا. كما يعلمنا بالدرجة الأولى لغة الحب والتسامح، الذي من دونهما تضحى الأرض خرابا.
1٬130