وصلت تهديدات تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) إلى المغرب. فقد هاجم شريط منسوب للتنظيم، مدته عشر دقائق، عددا من الشخصيات المغربية، منهم رموز إسلامية من مرجعيات مختلفة، وقادة أحزاب سياسية، ووزراء سابقون وحاليّون، متهماً إياهم بـ”الظلم والعلمانية والحرب على الإسلام”.
وتباينت ردود فعل الشخصيات المغربية المستهدفة إزاء ما ورد في الشريط، بين من عبّر عن عدم الاكتراث لها لكونها مألوفة من هذا التنظيم، وبين من حذّر من تداعيات هذه الاتهامات خصوصاً في سياق تفكيك العديد من الخلايا التي تقوم على تجنيد الشباب المغاربة للقتال في سورية والعراق.
وأورد (داعش) في شريطه الذي حمل عنوان “حقيقة مخالفي الدولة الإسلامية” اتهامات لوزير العدل والحريات مصطفى الرميد، واصفاً إياه بوزير الظلم، كما طالت وزير الدولة السابق محمد اليازغي، وأيضاً مؤسس جماعة “العدل والإحسان” الشيخ عبد السلام ياسين، فضلاً عن رموز سلفية في المغرب.
وجاء استهداف “داعش” لشخصيات مغربية في سياق استقطابها لعدد من الشباب الذي آثر القتال ضمن صفوفها، وهو ما أكدته منابر إعلامية تابعة للتنظيم، حين أفادت بوجود مغاربة من جنسيات أوروبية مختلفة، غالبيتهم من فرنسا وبلجيكا، ساهموا بشكل حاسم في انتصارات “داعش” داخل العراق.
وينتظم المقاتلون المغاربة في صفوف “داعش” ضمن “كتيبة الانغماسيين”، وهو ما يفسره الباحث في الحركات الإسلامية، محمد ضريف، بأن الأمر يتعلق بالمقاتلين الأكثر جرأة وشراسة، لكونهم يعتمدون على تنفيذ عمليات انتحارية انطلاقاً من أحزمة ناسفة أو سيارات مفخخة.
وأكد المركز العـربي للدراسات والتوثيق المعلوماتي بالأردن، أن مجموع المغاربة المنضوين تحت راية تنظيم القاعدة في العراق والشام، وجبهة النصرة، ما زال يحتفظ بمعدلاته، بحجم كبير قياسا بالمجموعات الأخرى القادمة من الأردن، اليمن، الخليج، مصر، أفغانستان والشيشان.وأوضح المركز، في تقرير له، أن عدد المقاتلين المغاربة، بما فيهم الذين دخلوا العراق، يصل إلى أكثر من 6 آلاف مقاتل، مبرزا أنه من ليبيا هناك 3 آلاف مقاتل ينتمون إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام، وجبهة النصرة، 2000 دخلوا العراق، والباقي مقاتلون في سوريا، بينما عدد التونسيين 2500 مقاتل، ألف وخمسمائة دخلوا العراق، و1000 آخرين مازالوا في سوريا.