يحق للجمهور التطواني المحبط أن يحمل في هذه الظرفية بالضبط مسؤولية هزيمة فريقه النكراء أمام الرجاء للمدرب عزيز العامري. باعتباره أولا المسؤول الوحيد عن النهج التكتيكي الذي اختاره لهذه المقابلة ، وباعتباره أيضا قائدا لمجموعته التي كانت فاقدة تماما للتركيز والتنظيم بل كانت درجة تحفيزها أكثر من اللازم وكأنها ربحت المباراة قبل خوضها ،حيث تأثرت سلبا بالتصريحات والحروب الإعلامية وردود فعل الجماهير التي سبقت المباراة بما فيها تصريحات المدرب العامري نفسه .
ويحق للجماهير نفسها أن تنعت العامري بأنه ترك قيادة سفينة فريقه إزاء حالة انهيارالتام والعجز عن مقاومة هيجان الرجاء ، حيث بدا العامري أول المنهارين وغابت عنه الحلول الممكنة لتقليص حجم الخسارة في ظل فريق مساعد يفتقد إلى الكاريزمية والقدرة على تحمل المسؤولية والتفكير مع المدرب ومساعدته وتنبيه اللاعبين إلى أن المباراة لاتنتهي إلا مع آخر صفيرة للحكم .
ثم إننا قد نختلف تماما مع الطلعات الإعلامية التي قام المدرب العامري في ظرفية غير مناسبة بالمرة، ومع تصريحاته في حق مدربين وطنيين ودوليين لهم صيت وباع وسمعة وإنجازات وألقاب لا يمكن حصرها .. ورغم كل ماحدث ، فإن الهزائم وإن كانت مؤلمة تبقى من صميم لعبة كرة القدم ، ثم إن العامري منذ قدومه إلى الفريق لم ينهزم بهذه النوع من الحصص ، بل حقق مع الفريق نتائج خارقة وجرب أسلوب مدرسة الكرة الشاملة في اللعب الذي جعل من تطوان أحسن الفرق الوطنية متعة وفرجة وإن لم يكن ناجعا ضد الرجاء، وألهب المدرجات بالجماهير وساهم تقنيا إلى جانب مشروع المكتب المسير في رفع سقف طموحات الماط ، وفي ولوج الفريق زمن الألقاب أداء ونتيجة وتعالت الهتافات باسمه من طرف ألتراس “سييمبري بالوما” و”الماطادورس” ، وانتفض اسمه كأحد الأطر التقنية الوطنية المطاردة في كواليس الكرة من قبل أندية عديدة .
نعم على النادي بكل مكوناته أن يستخلص العبر من درس الرجاء ، وأن يرقى بمشروعه الكروي إلى مراحل تعانق متطلبات الاحترافي الحقيقي. ولكن على الجماهير في هذه اللحظة الحاسمة لحظة الانتكاسة المفاجئة أن تتحمل تجرع طعم الهزيمة مؤقتا ، وأن تتجنب ممارسة الضغط على اللاعبين والمدرب حتى لاتخدم مصالح الرجاء مادام الأمل قائما..
غابت كاريسما عبد الواحد بن حساين في مثل هكذا الظروف حيث كان الفريق في أمس الحاجة للرفع من معنوياته و الوصول به إلى بر الأمان بأقل الخسائر تحياتي أخي محسن