نصير شمة ل ” شمال بوست”: ” أنا غير راض عن تجربتي الفنية وأشعر أحيانا ببعض القصور“
قال نصير شمة، الذي ظل غائبا عن العراق لمدة عشر سنوات، لأنه لم يتحمل الاحتلال الأمريكي للعراق، في لقاء مفتوح معه حول تجربته الفنية والإبداعية صباح يوم السبت 17 ماي الجاري بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية، نظم على هامش المهرجان الدولي السادس عشر للعود بتطوان إنه مولع بالتاريخ والمستقبل في آن واحد، جاعلا هذا الولع حاملا لمرجعية علمية. وذكر شمة أن الموسيقى الغربية عرفت تطورا كبيرا بدءا من باخ إلى فاغنر وغيره، في حين أن ما نملكه نحن من إرث ليس إلا الغناء، والقدود والموشحات والأندلسي، غير أن ثمة ما هو أعمق من الغناء، على الرغم من أهمية الغناء كفعل إنساني، هي “الموسيقى”.
وأشار الفنان العراقي نصير شمة إلى أن النقد الموسيقي في العالم العربي فقير جدا، وأن كل ما يوجد مجرد متابعات صحفية تعتمد بالأساس على الانطباعات، مضيفا أنه لابد من وجود مؤسسات تعمل على تدعيم الموسيقي وكل ما له صلة بالفن والثقافة، وأنه كان دائما يفكر في بناء موسيقى جديدة نابعة من الثقافة العربية والحضارات الإنسانية القديمة. كما أعلن، أيضا، باعتباره مديرا لبيت العود بدار الأوبرا المصرية، أنه سيتم افتتاح ” بيت العود” في قرطبة من طرف البيت العربي التابع لوزارة الخارجية الإسبانية، وأنه على استعداد لتقديم كل خبراته الفنية لكل المستفيدين من ” بيت العود” في حالة تم افتتاحه في تطوان، وهو الأمر الذي على وزارة الثقافة المغربية أن تفكر في إنجازه.
وفي جوابه على سؤال ل ” شمال بوست”: هل هو راض عن تجربته الفنية؟… قال شمة إنه غير راض عن تجربته الفنية وأنه يشعر أحيانا ببعض القصور، كما أنه يشعر بالألم حين يسمع موسيقاه، حيث أنه في موسيقاه العقلانية كان لازما أن تكون أحسن بكثير، في حين أن في بعض مقطوعاته ثمة دفقة روحانية، وأنه يبحث دائما عن الشيء الجديد. وعن سؤال يتعلق بالعود المثمن الذي عثر على تفاصيله في مخطوط للفيلسوف الفارابي، قال نصير شمة، الذي يرى أنه على الموسيقي أن يكون ” طاهرا” حتى يصل إلى الناس كما لو أنه ” صوفي” ، حتى يظل ” طاقة نور”، ل ” شمال بوست” إن هذا المخطوط دله عليه أحد المستشرقين، وأن الفارابي كان خططه وأهداه للوالي في عيد مولده، ومن مميزاته أنه يحمل تعددية في الأصوات… خالصا إلى القول إنه عند عزفه على هذا العود يحس كأنه ينتقل من قارة إلى أخرى، ويحلق في فضاء روحي وجغرافي أكثر شساعة.
وكان هذا اللقاء المفتوح مع نصير شمة عرف قراءة لإدريس الملومي في معزوفة لهذا المبدع مأخوذة من أسطوانة ” إشراق”، و تحدث عن النقاش الدائر حول الأغنية العربية، كما قدم نموذجا للأغنية الراقية من أسطوانة “زرياب”، وهي الأغنية الوحيد التي أداها شمة، والتي تحمل عنوان ” يا قلب زرت”، فيما عرف مداخلة أكاديمية لنبيل بن عبد الجليل بعنوان ” مدرسة العود العراقية: نصير شمة نموذجا”.
ومما يجدر ذكره أن مهرجان العود سيمنح في حفل اختتام ليلة الأحد 18 ماي الجاري بسينما إسبانيول بتطوان الفنان العراقي نصير شمة جائزة الزرياب للمهارات والتي تمنحها بعض المؤسسات، في مقدمتها وزارة الثقافة.