أثار تقرير حديث لأجهزة الاستخبارات الإسبانية مخاوف جديدة حول النزوعات المتطرفة لبعض الجنود من أصول مسلمة، بعد التحاق عدد منهم بساحات القتال في سوريا. وحصلت «الصباح» على معلومات مؤكدة حول استقطاب بعض أفراد الجيش العاملين بسبتة ومليلية المحتلتين من قبل التنظيمات الجهادية، ويتعلق الأمر في الغالب بشباب متأثرين بفكر القاعدة يتم انتقاؤهم بعناية فائقة من أجل استغلال مؤهلاتهم وتكوينهم لتحقيق التفوق العسكري.
لكن على غير المتوقع، من بين الملتحقين بتنظيمات القاعدة في المدة الأخيرة جنود لم يتم فصلهم من أسلاك الجندية لأي سبب من الأسباب أو غادروا من تلقاء أنفسهم بعد انتهاء فترة الخدمة، وهناك من استفاد من إجازة مرضية لتلقي علاجات نفسية من أجل التغطية على استعداداته للسفر إلى تركياوالالتحاق بإحدى الجماعات المتشددة.
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر من داخل مليلية ل»الصباح» عن وجود تركيز على استقطاب الجنود من أصول مسلمة المتحدرين من هذه المدينة، وأن بعض المستقطبين يتم توجيههم مباشرة لتعزيز الجبهات الأمامية من أجل حسم المعارك الدائرة بين التنظيمات المتناحرة فيما بينها أو ضد نظام بشار الأسد.
وحددت مصادر «الصباح» من بين المستهدفين جنودا سابقين اكتسبوا تكوينا عسكريا عاليا من مشاركتهم ضمن مهام القوات الإسبانية ببعض بؤر التوتر، خاصة أفغانستان، خصوصا ذوي الخبرة في مجال زرع الألغام والمتفجرات وتوجيه المدفعية، باعتبارها من الوسائل الأكثر قدرة على حسم المعارك. ولم يكشف رسميا لحد الآن عن أي معلومة تتعلق بالتحاق متطوعين ممن سبق أن عملوا ضمن وحدات الجيش الاسباني، لكن تغلغل الفكر المتشدد بين أفراد هذه القوات يعد من بين الأمور التي تثير مخاوف الاستخبارات الاسبانية، وتدفع القادة العسكريين إلى النظر بعين الريبة إلى مسألة تجنيد مسلمي المدينتين.
وقدمت مصادر «الصباح»من بين الأمثلة التحاق جندي كان في إجازة مرضية أخيرا بجبهات القتال في سوريا، وانقطاع أي أخبار حول مصيره عن أسرته المقيمة بمليلية، وذكرت أن من بين المستقطبين شبابا عملوا لفترة مؤقتة بالجيش قبل انخراطهم ضمن جماعة الهجرة والتكفير، والتي تعد من التنظيمات المتغلغلة بقوة في حي لاكانيادا هيدوم، معقل المدعو مصطفى مايا امايا، زعيم الخلية التي أعلن أخيرا عن تفكيكها
ووفق المعطيات ذاتها، أحدثت هذه النقلة في نشاط الجماعات المتشددة رجة داخل المصالح العسكرية الإسبانية، ودفعت التعليمات في اتجاه رفع درجة مراقبة الجنود من أصول مسلمة، والتعامل بحساسية مفرطة مع أي مؤشرات على تعاطف بعض أفراد الجيش مع الفكر الأصولي، وهو المعطى الذي سبق أن نبهت إليه وكالة الاستخبارات الأمريكية. يذكر أن السلطات الإسبانية طالبت رسميا من المغرب تسليمها الفرنسي «سيلفير برتراند دوكير»، المسمى «سليمان» بعد توقيفه مؤخرا بمدينة الرباط، وجاء هذا الإيقاف بناء على أمر دولي بإلقاء القبض صادر عن السلطات القضائية الإسبانية، وسبق للفرنسي أن أقام لفترة بمنزل مصطفى امايا بمليلية، قبل أن ينتقل إلى المغرب، في انتظار الضوء الأخضر لسفره نحو سوريا