Web Analytics
غير مصنف

انتخاب مجلس شباب تطوان على قاعدة ” الشباب أنتم…والمجلس نحن “

مرة أخرى يثبت حزب العدالة والتنمية سواء على مستوى القيادة الوطنية أو المحلية في بعض المدن المغربية، وبالملموس عدم قدرته أو استيعابه لمعنى الديمقراطية الحقيقة، وليست تلك المغلفة بشعارات فضفاضة لا تجد لها معنى في معجم اللغة العربية.

ما حدث مؤخرا خلال انتخاب مجلس شباب المدينة بتطوان المصنوع والمعجون حسب رغبة قيادة الحزب لدليل قاطع على عقلية التحكم والاستحواذ التي تعشش في ذهن مسؤولي العدالة والتنمية معتقدين وجازمين أنهم وحدهم من يملكون الحقيقة المطلقة، والقادرين على قيادة الجماهير، حتى وإن أدى الأمر إلى القفز كما يفعل ” طارازان ” على الديمقراطية وتغييبها الكامل رغبة في تحقيق هدف واحد هو الوصول إلى المبتغى ” فالغاية تبرر الوسيلة ” حسب مكيافيلي وهي المقولة التي يؤمن بها هؤلاء حتى النخاع.

منذ أن تم تحديد سن العضوية في مجلس الشباب في أقل من 30 سنة، كان واضحا بالملموس أن قيادة العدالة والتنمية تهيأ شبابها من منظمة التجديد الطلابي وحركة التوحيد والإصلاح للهيمنة على المجلس، وتوزيع بعض الفتات على الشباب الآخرين وخاصة المستقلين والغير المنتمين سياسيا لكي تكون اللعبة مكتملة على أكمل وجه.

عملية انتخاب المجلس الشبابي التي تحكم فيها أعضاء حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الجماعة الحضرية وحضوره المباشر في عملية التصويت من ألفها إلى يائها، وتدخلهم المباشر في سير عملية تشكيل المجلس لا يدع مجالا للشك كون هذا الأخير لن يكون إلا مجلسا للدعاية للحزب خلال الانتخابات القادمة، وما زاد الطينة بلة و” الشوهة شوهة ” منع الصحافيين من تتبع عملية التصويت في خرق فاضح لحق الصحفي في متابعة الحدث ونقل وقائعه للرأي العام، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على أن طبخة المجلس كانت ” نثنة “وبالتالي تخوف أعضاء العدالة والتنمية من تخطي رائحتها أسوار الجماعة الحضرية.

ولم يعتقد أولوا الأمر بزعامة ” إدعمار ” أن ينقلب السحر على الساحر ويتقدم تقدم سبعة أعضاء من الشباب الذين حصلوا على العضوية بالمجلس المذكور باستقالة جماعية من عضوية المجلس بسبب اتهامات بالكولسة والتدخل المباشر من أعضاء الحزب في عملية الاقتراع إذ لم يشارك أي عضو جماعي خارج حزب العدالة والتنمية في مراقبة العملية الانتخابية، ولا سمح لأعضاء مستقلين بمتابعة أطوار الجلسة المغلقة.

الحملة التي شنها بعض نشطاء التواصل الاجتماعي على رئيس الحكومة ” عبد الإله بنكيران ” وتزعمهم حملة “بنكيران لا يمثلني ” كانت سببا مباشرا في رد الصاع لهم من طرف رئيس الجماعة الحضرية لتطوان رغم تصدرهم لعملية التصويت – حسب ما صرحوا به لوسائل الإعلام المحلية –  كانتقام مباشر لتجرئهم على زعيم الحزب القابع على رأس الحكومة.

ما حصل خلال انتخابات المجلس الشبابي لتطوان لا يمكن أن يوصف سوى ” بالمهزلة ” كما جاء على لسان عدد الشباب، وهو دليل قطعي على إيمان حزب العدالة والتنمية بشيء واحد هو ” الشباب أنتم … والمجلس نحن “

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى