في هذا المجتمع، لم يعد من الممكن التحدث عن حب رومانسي، ربما، هذا الحب يوجد في الروايات الوردية – أقصد الروايات الرومانسية، التي لا أقرأها بتاتا-، أما في الواقع، فإن هذا الحب غير موجود. وعلى مستوى الانترنيت، ووسائل التواصل الاجتماعي، فإنه لا يوجد كذلك في تلك الرسائل القصيرة ما يمكن تسميته بالحب، وإنما دردشة عن ذلك ” الحب”- ” الوهم”.
يبدو أن العديد من الفتيات اليوم يرغبن في الزواج، ولا أهمية للحب بالنسبة إليهن، أولا توجد هذه الكلمة في قاموسهن. فأن تفتح بيتا، هو أهم، وظل راجل ولا ظل حيطة، كما يقول إخواننا المصريين. لكن ماذا يقع بعد ذلك، تتحول الحياة الزوجية إلى جحيم. ربما المشكل يعود إلى المال، أو، قد يعود إلى انعدام الحب، والتفاهم منذ البداية.
فتيات اليوم لا يؤمنن بالحب، إن ما يهم بالنسبة إليهن هو الرجل زائد سيارة، دار، أو إذا كان ممكنا، فيلا، وحياة رفيعة، أي العيش في رفاه.
إنهن يبحثن عن الرفاه.
فرجل بلا مال، لا يهتم به أحد. ليس مطلوبا منه أن يحب، يمكن له فقط أن يحلم، إذا كان له الوقت للحلم في هذا العصر الرديء.
وأيضا، في هذا المجتمع الرديء.
وإذا وجدت رجل وامرأة يحبان بعضهما البعض، فذلك هو الأعجوبة.
والواقع أنه في مجتمع القهر، والتشريد، والتهميش والإقصاء والتحرش والاغتصاب. في مجتمع البطالة، والقمع… والغناء الفاحش، والفساد، لم يعد هناك مجال للحب.
هناك، في حقيقة الأمر، مجال لممارسة شيء آخر، قد يؤدي إلى البلاء… أو، بعبارة أكثر قوة، إلى الهلاك.
الحب في لغة هذا العصر كلمة قديمة لا تساوي شيئا.
كثر يشطبونها من قواميس حيواتهم.
إن لغة المال هي السائدة الآن، والتي حولت الناس إلى ذئاب في مجتمع لا يرحم.
أما الحب، فلا جدوى منه. إنه مثل تلك الفاكهة غير الناضجة.
لكن يبق سؤال يطن في أذني مثل طنين ذبابة مزعجة: هل يمكن العيش من دون حب؟…
وأترك الجواب لقراء ” شمال بوست” الأعزاء.