يشهد المغرب حركة تشكيلية نشيطة ولكنها لا تمتد الى النحت الذي يبقى مقتصرا فقط على عدد صغير من الفنانين وكأنه فن النخبة وسط التشكيليين. ومن الأسماء البارزة التي تبصم تطور فن النحت في المغرب محمد غزولة من مدينة تطوان الذي تحول رفقة آخرين من رواد النحت في المغرب.
ورغم المسيرة القصيرة للفن التشكيلي المغربي التي بدأت في الأربعينات وشهدت قفزة نوعية كما وكيفا ابتداء من أواخر الخمسينات بفضل مدرسة الفنون التشكيلية في تطوان أساسا، فقد أعطى الفن التشكيلي أسماء كبيرة مثل الغرباوي والمكي مغارة وابن يسف وبمحمد بوزباع والقاسمي والعمراني.
غير أن الحركة التشكيلية المغربية لم تتطور بالشكل الكافي في النحت، وتبقى الساحة المغربية في مجال النحت مقتصرة فقط على قلة قليلة من الفنانين الذين استطاعوا التخصص في النحت على حساب التصوير ومن هؤلاء عبد الكريم الوزاني مدير مدرسة تطوان للفنون الجميلة وإكرام القباج وعبد الحق السجلماسي وعبد الرحمان رحول ومحمد غزولة.
ويشكل غزولة حالة خاصة لأنه يركز فقط على النحت ولا يجمع بينه وبين التصوير. ومنذ تخرجه من المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان راهن على النحت ابتداء من سنة 1994 بينما فضل معظم الفنانين الذين تخرجوا معه الاستمرار في التصوير. وتدريجيا استطاع أن يجد لإبداعاته فضاء في المشهد التشكيلي المغربي قد تجعل كل دراسة تقييمية للنحت في المغرب منه وبامتياز رائدا من رواد النحت المغربي.
ويراهن محمد غزولة على النحت الحديدي التركيبي القائم على توظيف بقايا الحديد والخردة مثل المسامير والأسلاك النحاسية والزنك والقيام بتلحيم هذه المواد عبر الكي الكهربائي، وهي من التقنيات السائدة والمنتشرة في فن النحت خلال الثلاثة عقود الأخيرة وإن كانت تعود الى بداية القرن العشرين.
ويستلهم غزولة أعماله من التراث والواقع الفني من خلال تركيزه على إبداع منحوتات مركبة لأشكال فكلورية مثل تماثيل حديدية لكناوة، وآلات موسيقية مثل الناي والساكسوفون بل وشخصيات تعزف وآلات تصويرية. ويمنح هذه الأشكال طاقة تعبيرية قوية في أعمال مثل الناي وعازف الفيولين وآلة التصوير تجعله يحتفي بواسطة فن النحت بفنون أخرى.
عن الف بوست