قررت إيران إرسال سفن حربية الى الحدود البحرية الأمريكية، وهو قرار يحمل رمزية كبرى ويجعل الكثير من المراقبين يختلفون في تقييم الرد الأمريكي لهذا الحدث الصادر من دولة ناشئة تعادي واشنطن سياسيا واقتصاديا وثقافيا. ولم يصدر أي تعليق عن واشنطن حتى الآن.
وقال الأدميرال أفشين رضائي حداد قائد الاسطول الشمالي في البحرية الإيرانية منذ يومين أن قرار إرسال السفن الحربية الى الحدود الأمريكية يأتي ردا على انتشار البوارج الأمريكية في مياه الخليج. وتبرز وسائل الاعلام الإيرانية أن السفن الإيرانية تشمل مدمرة بحرية وحاملة مروحيات وسفينة إمداد، وقد أبحرت خلال يناير الماضي من الخليج نحو رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا والآن تبحر في محاذاة الشواطئ الإفريقية لتنعرج نحو جنوب الولايات المتحدة.
ويعتبر القرار الإيراني مفاجأة للمراقبين العسكريين، ويشكل الخبر الأكثر معالجة في منتديات الدردشة العسكرية وصفحات التخصص في الأخبار العسكرية.
واتخاذ قرار من هذا الحجم الاستراتيجي يعني قدرة إيران على الإبحار في ما يعرف عسكريا ب “المياه الزرقاء” Blue Water Navy ، وقليلة هي الدولة في العالم التي تتوفر على قدرة عسكرية من هذا النوع تجوب محيطات العالم وأغلبها تابعة لدول غربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا ثم قوى كبرى وهي الصين وروسيا والهند وأخرى صاعدة مثل البرازيل وماليزيا وأندونيسيا.
وتؤكد إيران قدرتها على تطوير سفن قادرة على التواجد في المياه الزرقاء، لكن تواجدها بالقرب من المياه الحدودية الأمريكية يعتبر تحديا حقيقيا لم تقم به حتى الآن سوى دولتين وهي الاتحاد السوفياتي وروسيا لاحقا ومؤخرا الصين.
وتدخل مبادرة طهران بإرسال سفن حربية الى الحدود البحرية الأمريكية ضمن ما يعرف الإزعاج العسكري لأن البنتاغون قادر على ضرب هذه السفن في أعالي البحار، لكن الخطاب الحقيقي هو ما يعرف عسكريا ب POLITICAL STATEMENT أي إشارات القوة صادرة عن خصم عسكري، وفي هذه الحالة قدرة إيران على ضرب الولايات المتحدة في الخليج العربي والمحيط الهندي.
ويختلف تقييم الخبراء في معالجة الرد الأمريكي على المبادرة الجريئة لإيران لاسيما في ظل صمت البنتاغون وواشنطن. ويسود الاعتقاد أن السفن الحربية الإيرانية ستبقى عند حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخاصة بالولايات المتحدة (320 كلم)، وهذا سيجعل البنتاغون لا يقترب من هذه السفن. ولكن في حالة دخولها هذه المنطقة، ويسمح لها القانون الدولي بذلك وتقترب من المياه الاقليمية (19 كمم)، قد يجد الأسطول الإيراني سفن خفر السواحل الأمريكية التابعة لحراسة الحدود تطالبه بالتوقف وتقديم البيانات البحرية وليس سفن الحريية للمارينز بهدف إعطاء المراقبة طابعا مدنيا وليس عسكريا.
ويسود الاعقتاد بالتزام البنتاغون النفس أمام التحديث الإيراني خوفا من أن يترتب عن أي عمل عسكري ولو اعتراض مواجهات في الخليج العربي، حيث السفن الحربية الأمريكية في مرمى النار الإيرانية.